رسالة تبحث في تاريخ اهل الاعتزال وعقائدهم. المعتزلة أكبر مدرسة فكرية عرفها الاسلام، ظهرت في اواخر العصر الأموي، وبلغت اوجها في زمن الخليفة العباسي المأمون وخليفتيه المعتصم والواثق الذين اعتنقوا مبادئها ودافعوا عنها وحاولوا نشرها. جاء ظهورها نتيجة الاطلاع على ما ترجم الى العربية من فلسفة اليونان

دافع المعتزلة عن العدالة الإلهية، وقالوا بحرية الفرد في اختيار أفعاله، وبحرية الرأي. ومما يؤسف له انهم حاولوا في أيام قوتهم ان يفرضوا أحوالهم على الناس بالقوة فخالفوا مبدأهم في حرية الرأي، وادى ذلك الى تنكر الناس لهم، وانفضاضهم عنهم، واخيراً الى سقوطهم. ومع ذلك فقد تركوا اثراً عميقاً في تطور الفكر الاسلامي، وخصوصاً في ظهور الاشعرية مدرسة الكلام التي حلت محل الاعتزال بين اهل السنة وفي زيادة اقبال المسلمين على دراسة علوم اليونان وفلسفاتهم